توسع السباق بين جوجل ومايكروسوفت هذه السنة ليضم كافة المجالات: أنظمة التشغيل، البرامج المكتبية، المتصفحات وغيرها. الخبراء يدعون ان سنة 2010 هي سنة الحياة والموت.
الصراع يقترب والآن لا تخفي اي شركة نظرتها لنظيرتها بأنها الغريمة والتهديد الأكبر لمنتوجاتها التي هي مصدر قوتها. لهذا فإن المحللين يقدرون أن سنة 2009 كانت مجرد تسخين لما سيحدث في 2010.
جيم ماكرجور المحلل بشركة In-Stat يذكر أن كلا الشركتان قد زادت حدة ووتيرة التنافس بينهما: “كلتاهما تبحثان عن أماكن رئيسية في الانترنت، غوغل تود توسيع قاعدتها كي تزيد ارباحها. وكي يتوفر لمايكروسوفت احتمال الاستمرار بالصدارة فإنها يجب ان تكون ايضاً أكبر شركة خدمات انترنت. وهذه المعركة ستمر بمراحل متعددة”. وقال: “بالنسبة لقوقل فإن الحرب حول الهيمنة والتوسع، بالنسبة لمايكروسوفت هي حرب الحياة أو الموت”.
الحرب على بحث الانترنت
كما نعلم فإن غوغل هي الاسم المرادف للبحث في الانترنت والشركة التي كبرت بشكل كبير لتشكل تهديد كبير على مايكروسوفت التي بدورها تمركزت بقمة انظمة التشغيل والتطبيقات المكتبية. والقليلين فقط الذين خمنوا ان تهدد اية شركة هذه الامبراطورية العملاقة “مايكروسوفت” وخصوصاً على يد شركة انترنت لا أكثر.
لكن الكثير من المياه جرت في الانهار من حينها، وشموخ مايكروسوفت بدأ بالهبوط تدريجياً. لكنها ايضاً لم تقف مكتفة الايادي وبدأت بتوظيف ملايين الدولارات على برامج وخطط تمكنها من قضم بعض النسب المؤية من حصة جوجل في عالم الانترنت، وبدأت بتحويل مسار استراجيتها ببرامج المكتب “أوفيس” لكي تقلل من المخاطر التي تشكلها غوغل.
دان أولدس الاحصائي من شبكة Gabriel consulting يعقب: “مايكروسوفت تلعب لعبة الدفاع بحلبة انظمة التشغيل والبرامج، وتبني خطة هجومية على جوجل بحلبة البحث والخدمات الانترنتنيه. 90% من مصادر دخل جوجل هو من الاعلانات بمحرك بحثها لهذا اذا استطاعت مايكروسوفت جذب انتباه المستخدم وابعاده عن محرك البحث “جوجل” فإنها بهذا تهاجم الشركة بمصدر دخلها وتضعفها من الداخل”.
مثال لهذه الاستراتيجية هو استبدال محرك بحث مايكروسوفت Microsoft Live Search الذي لم يحظ بشعبية بمحرك البحث Bing. غوغل لا زالت تستحوي على 64% من سوق البحث، لكن بينج استطاع ان يتسارع بنسب استعماله وأن يقضم من ارباح شركة غوغل.
وايضاً لا ننسى ان محرك البحث Bing لديه احتمالات انتشار أكبر بعد الاشتراك المتوقع بين مايكروسوفت و ياهوو (الشركة رقم 2 بعالم البحث في الانترنت) ، الصفقة لا تزال تنتظر الموافقة من السلطات الامريكية والاوروبية، وبعدها ستتنازل ياهوو عن محرك بحثها لصالح Bing.
“أوفس” تحت اطلاق النار
جوجل ايضاً لم تقف متكتفة امام التطبيقات المكتبية، فقد عملت جاهدة لزيادة شعبية برامجها التطبيقية التي تعتمد على تقنية “الغمامه” وأدخلتها الى مؤسسات ومنظمات كثيرة. وهذه كانت هجمتها على مايكروسوفت بساحة التطبيقات المكتبية.
فقد قامت ايضاً بشراء شركة DocVerse التي برمجت تطبيقات مكتبية تعمل كلها بمتصفحات الانترنت. ومايكروسوفت فهمت ما ينتظرها واصبحت تحضر لتحويل برامجها المكتبية لتعمل في الانترنت ايضاً .
وفي مجال المتصفحات فإن “كروم” يزيد انتشاره بشكل كبير مقابل اكسبلورر القديم والمعروف. ونظام التشغيل الجديد “كروم أو اس” سيكون نظام تشغيل يعمل بمتصفحات الانترنت ويكون الاساس لغوغل لاجبار المستخدمين على استخدام كل تطبيقات جوجل من دون ان يجتهدوا ومن دون تركيب اي برنامج كما عهدوا حتى الآن.